في ظل الزيارة الخاصة التي قام بها، امس الأربعاء، وزير الداخلية، محمد حصاد، وعبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمخابرات الداخلية، إلى مدريد بطلب إسباني، أوضحت صحيفة “الباييس” أن إسبانيا تعرف منذ أكثر من عقد من الزمن أن المغرب شريك حاسم، ومهم في محاربة الإرهاب، لهذا عملت على تقوية وتعزيز العلاقات والتعاون والتنسيق الأمني معه، إلى درجة أنه، في السنوات الأخيرة، يتم تبادل المعلومات بشكل روتني.
المصدر ذاته كشف أن الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية المتخصصة في محاربة الإرهاب قامت في السنوات الأخيرة في المملكتين بثماني عمليات مشتركة، والتي مكنت من اعتقال 64 جهاديا مشتبه فيهم، جلهم تقريبا من مغاربة: 41 منهم فوق التراب المغربي، و23 آخرين في الجزيرة الإييبرية.
ومن أبرز العمليات المشتركة لمحاربة الإرهاب في السنوات الأخيرة، هناك أولا عملية “آثتيكا”، التي قادتها الأجهزة الأمنية المغربية بتعاون مع نظيرتها الإسبانية، عبر ثلاثة مراحل- في 14 مارس و9 و23 يوليوز 2014، والتي مكنت من اعتقال 9 أشخاص في المغرب و8 في إسبانيا.
ثانيا، عملية “باستيون”، في 14 غشت 2014، قادتها أيضا الأجهزة الأمنية المغربية بتنسيق مع الإسبان، أدت إلى اعتقال 9 مغاربة في كل من مدن فاس، والفنيدق، وتطوان.
ثالثا، عملية “Firewell”، تمت بتنسيق مغربي إسباني في 26 شتنبر 2014، والتي مكنت من اعتقال 9 أشخاص في مجموعة من المدن المغربية، بما في ذلك مدينة مليلية المحتلة.
رابعا، عملية ” Kibera “، في 16 شتنبر 2014، انتهت باعتقال 7 جهاديين مشتبه فيهم: جهاديان بالمغرب وخمسة بإسبانيا، من بينهم امرأتين.
خامسا، عملية “نورمي”، في الـ25 والـ28 غشت 2015، أسفرتن عن اعتقال 16 داعشيا مشتبه فيهم: 15 منهم في مختلف المدن المغربية وواحد في إسبانيا.
سادسا، عملية “بيرتيس”ّ، في 4 أكتوبر 2015، إذ تم توقيف 10 دواعش مشتبه فيهم: 6 في المغرب و4 في إسبانيا (من بينهم مغربيتين). سابعا، عملية “تشكال”، في 23 فبراير الماضي (2016)، والتي مكنت من اعتقال 4 دواعش، 3 بمدينة سبتة المحتلة ( من بينهم أكبر مجند لدعيش بالمدينة المعروف باسم “حميدو الطالباني)، ومغربي آخر بمنطقة العروي بالناظور.
ثامنا، عملية شاركت فيها الأجهزة الأمنية المغربية في برشلونة، 30 مارس 2015، مكنت من 4 دواعش من بينهم مغاربة.
علما أن جل الخلايا المفككة والاعتقالات على إثر العمليات المشتركة بين إسبانيا والمغرب كان أعضاؤها ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، مما يعني أن كل اهتمام الأجهزة الأمنية في البلدين منصب على محاربة “داعش”، وهذه “القمة الأمنية الثنائية”، كما وصفتها الصحافة الإسبانية جزء من المخطط المغربي الإسباني لمواجهة مخططات داعش بالمنطقة.