تارودانت بريس - Taroudantpress :أكاديمي يشيد بخيارات النظام الاقتصادي في عهد الملك الحسن الثاني
قال حسن السهبي، رئيس جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، إن فكر الملك الراحل الحسن الثاني يعتبر مرجعية للسياسات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والقانونية بالمغرب، حيث شكلت تعليماته وتوجيهاته طيلة العقود الأربعة التي حكم فيها المغرب دليلا لسياسات الدولة مركزيا وجهويا ومحليا.
واعتبر السهبي في كلمة ألقاها بالنيابة عنه عبد الغني بوعياد، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، خلال الجلسة العلمية الأولى للدورة الثالثة والعشرين من جامعة مولاي علي الشريف المنعقدة بمكناس، أن الحسن الثاني تميّز بـ"ثراء فكري وسياسي همّ مناحي وجوانب متعددة من الحياة العامة للدولة".
وتوقف المتحدث عند الشق الاقتصادي، موردا أن الملك الراحل كان منظّرا ومُلهما للسياسات الاقتصادية للمغرب، وكانت مقاصد أفكاره تحقيقَ النمو الاقتصادي، عبر تقوية وسائل وأدوات الإنتاج، ودعم المبادلات التجارية إقليميا ودوليا.
وأبرز السهبي أن الحسن الثاني دعا إلى تبني نظام اقتصادي وسطي يجمع بين المرجعية الليبرالية من جهة، ومميزات النظرية الاشتراكية من جهة ثانية، واعتماد آليات التخطيط بين المجالات التي تتطلب تدخل الدولة وتلك التي تتطلب مبادرات فردية.
وعرّج رئيس جامعة مكناس على المخططات الاقتصادية الأولى التي وضعها الحسن الثاني منذ بداية الاستقلال، والتي رسم بموجبها توجها اقتصاديا ليبراليا واشتراكيا في إطار مخطط استراتيجي شامل، "في وقت تبنّت فيه دول أخرى نظاما اقتصاديا اشتراكيا موجّها ثبُت مع مرور الزمن فشلُه".
وأبرز السهبي أن التوجه الاقتصادي الليبرالي الاشتراكي الذي نهجه المغرب كانت له آثار إيجابية على الاقتصاد الوطني، حيث نهض القطاع الفلاحي بفضل سياسة السدود التي مكنت من توسيع دائرة الأراضي السقوية إلى مليون هكتار، واستفادة مائة وخمسين ألف فلاح من مليون هكتار من الأراضي المسترجعة من الاستعمار.
وأردف أن الاستراتيجية التي وضعها الحسن الثاني للنهوض بالقطاع الفلاحي مكّنت المغرب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحوامض والبواكر ومنتوجات فلاحية أخرى، كما مكنت من تحقيق استقرار اجتماعي في العالم القروي وتقوية الشراكة مع السوق الأوروبية.