ملتقى عناية بمراكش يحتفي بالشاعرة أمال هدازي
تابعت فعاليات ملتقى عناية الثقافي الربيعي حضورها في المشهد الثقافي المراكشي على وجه الخصوص، باحتفائها، أمس بدار الشريفة، بتجربة الشاعرة آمال هدازي، حيث التقى جمهور المدينة الحمراء في الفضاء التاريخي بالمواسين بثلة من الشعراء والنقاد الذين ارتقوا شعلة الشعر امتزجت فيها الموسيقى بفن القول والحكمة.
كانت كلمة مركز عناية التي ألقتها الشاعرة مالكة العلوي شاخصة الأبصار، تثير جدل الكينونة الشعرية وسؤال الوجود الشعري، ومأزق التأثير في واقع اندحار القيم وتراجع القابليات الثقافية في مجتمع يضج صراخا ومآسٍ، حيث دعت إلى إعادة تنظير فهوم الشعرية الجديدة بما يلائم النظريات المعاصرة.
وقالت الشاعرة العلوي إن مركز عناية يريد أن يكون لصوت الشعراء الآن دور في ترسيم البيداغوجيات التربوية والأدبية، وأن يكون الإشعاع المعرفي لحاملي هذا المشعل منتصبا على قامات البناء المجتمعي، داعية إلى تصحيح نظرة الناس للشاعر، ولفعله المقدس في الحتمي، وفي التاريخ والذاكرة.
وأضافت العلوي أن مركز عناية يضع برنامجا أدبيا متكاملا، تحضر فيه جميع الأجناس لأجل تفعيل قيمة "الأبقى للأرقى"، وهو تجسيد حقيقي لسيرورة العمل الذي اختاره منذ بداية التأسيس والمراهن على تشجيع الأصوات المغمورة وتكريم التجارب الرائدة وتحفيز المواهب النابضة.
وتتالت القراءات النقدية في مجاميع الشاعرة هدازي، حيث جاءت الأولى مأسورة بلمسات سعيد بوعيطة الذي ركب أمواج المجموعة الشعرية "نكاية بالعتمة"، فيما قارب الباحث السوسيولوجي عبد الحكيم آيت الزاوي كتاب "همس الخطيئة" الذي يرتفع عن جماليات الانتماء ووسم الهوية الأدبية للشاعرة الكاتبة، متغلغلا في المتاهات، في الأحراش الفلسفية ورزايا الحكم واستدلالات النفس البشرية.
وجاءت قراءات الشاعرة المغربية رشيدة الشانك والشاعر المصري السيد فتحتي لتدلل حجب التناجي والتحاور بين قطبين قلبيين شاهقين. وعلى إيقاع العود العربي، شنف الفنان فؤاد بلقايد أسماع السكارى ممن قبضوا على جمر الشعر والهوى.