قصة ممثلة مصرية احتفل "جوجل" بعيد ميلادها.. من "قمة الوحل" إلى "التوبة"
احتفى محرك البحث الشهير "جوجل" بعيد ميلاد الممثلة المصرة الراحلة مديحة كامل، بنشر صورة مرسومة لها في ذكرى ميلادها الثالثة والسبعين.
وولدت مديحة كامل في 3 أغسطس 1948، ورحلت في 13 أغسطس 1997، تاركة مجموعة من الأعمال الفنية، وكانت بداية تعرف الجمهور عليها في فيلم (30 يوم في السجن).
ثم اختفت بعد ذلك نحو عامين أو أكثر ثم عادت من جديد لتمثل في مصر ولبنان في أدوار لم تجلب لها الشهرة الواسعة، ولكنها حققت انتشارًا كبيرًا ولعبت أدوار البطولة الثانية في أفلام كثيرة حتي جاءتها الفرصة للبطولة المطلقة في فيلم "الصعود إلى الهاوية" مع الفنان محمود ياسين.
وأدت في ذلك الفيلم دور جاسوسة تعمل لصالح إسرائيل، وفي الفيلم عبارة خالدة للفنان محمود ياسين يخاطب بها مديحة كامل بعد القبض عليها وإعادتها إلى البلاد، إذ يقول لها: "هي دي مصر يا عبلة".
وحقق هذا الدور لها نجومية كبيرة وقتها، وفتح أمامها أبواب بطولات نسائية مطلقة رفقة نجوم كبار مثل فيلم "شوارع من نار" من النجم الراحل نور الشريف ويتحدث عن فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر.
كما لها دور لافت في الفيلم الكوميدي "أذكياء لكن أغبياء" رفقة النجمين عادل إمام وسمير غانم، والنجم المخضرم الراحل رشدي أباظة.
وفي آخر حديث معها قالت عن أسباب اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب: "قرأت ذات يوم حديثًا للرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) وتوقفت أمام هذا الحديث طويلاً وأدركت أن الله عز وجل يحب لعباده أن يكونوا أقوياء وقررت أن أكون قوية، وأن أفكر في الحياة وأعرف ما أقصى شيء فيها، وما قيمة النجاح والنجومية، ثم ما قيمة الهدوء والعطاء والحب الخالص، والفارق بين القيمتين أظنه واضح وضوح الشمس لهذا انسحبت وتواريت خلف الأضواء لا تحتها".
لم تتكلم طوال الأعوام الخمس التي ارتدت فيها الحجاب قبل وفاتها إلا مرة واحدة حين تردد أنها تزوجت من الداعية الإسلامي، ياسين رشدي، إذ خرجت لتكذب الخبر، ثم اختفت مرة أخرى وكان الاختفاء الأخير، وما هي إلا أشهر حتى استيقظ الجميع على خبر وفاتها في اليوم الرابع من شهر رمضان التي حلمت أن يكون فيه رحيلها فكانت النهاية في الموعد المحبب إلي قلبها.
روت "مريهان" ابنة الفنانة الراحلة، قصة توبتها، فتقول إن والدتها عندما حضرت معها أحد الدروس الدينية واستمعت لقراءة القرآن، ظلت تبكى بشدة وذرفت الدموع، وبدأت تتحدث وتقول "عندما بدأت رحلتى مع الفن كنت أبعد ما أكون عن الله، لم يكن يشدنى إلى الحياة سوى المال والشهرة وقصص الحب، ومع الأيام زادت نجوميتى، لكن إحساسًا غريبًا بدأ ينتابنى كنت أشعر وأنا فى قمة المجد بأنى أيضًا فى قمة الوحل، كثيرًا ما أحسست برغبة عارمة فى أن أحمل سوطا وأجلد نفسى، وكم وقفت أمام المرآة وأنا فى أبهى زينة ثم تمنيت أن أبصق على وجهى".