جامعة علي الشريف تستحضر أكبر المنجزات في عهد الحسن الثاني
انطلقت بمدينة مكناس، صباح اليوم الجمعة، أعمال الدورة الثالثة والعشرين من جامعة مولاي علي الشريف، المنظمة من طرف وزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة)، حول موضوع الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المغرب على عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، قال في الكلمة الافتتاحية لجامعة مولاي علي الشريف، إن الجامعة تعدّ معلمة أكاديمية وصرحا علميا تُبسط فيه المنجزات الكبرى المحققة في عهد الدولة العلوية، ويسلط فيها الضوء على تراثها الحضاري والسياسي والثقافي.
وأردف الأعرج أن انعقاد الندوة الختامية لجامعة مولاي علي الشريف في مدينة مكناس دليل على المكانة المركزية التي تتبوّؤها الحاضرة الإسماعيلية في الجغرافية السياسية للدولة العلوية، وكذا مكانتها التاريخية والحضارية المتميزة التي أهّلتها لتكون ضمن عواصم التراث العالمي المعتمدة من قِبل اليونسكو.
وأبرز وزير الثقافة والاتصال أن الدورة الثالثة والعشرين من جامعة مولاي علي الشريف تعد لحظة علمية ومعرفية هامة للوقوف على المنجزات الكبرى في المجالين الاقتصادي والاجتماعي التي طبعت عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
عبد الحق للمريني، مؤرخ المملكة رئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، استهل كلمته بالحديث عن خصال الملك الراحل الحسن الثاني، وطريقة إدارته الحكم على مدى أربعة عقود، قائلا: "حكم جلالة الملك الحسن الثاني المغرب بجدارة على مدى أربعة عقود وترك بصمة بارزة على جميع المؤسسات، وكان رجل دولة بامتياز".
وأضاف مؤرخ المملكة أن الحسن الثاني كانت له مكانة على الصعيد الدولي، وكان يحظى بتقدير خاص من طرف زعماء الدول، مضيفا: "كان يقصده عدد من رؤساء الدول لاستشارته في القضايا العالمية، وقاد المناورات الداخلية والخارجية بحنكة وهدوء، وبقي متشبثا بنضج الرجولة وعلو الهمة، وكان ذا ثقافة واسعة".
من جهته، قال عبد الغني الصبار، عامل إقليم مكناس، إن موضوع الحياة الاقتصادية والاجتماعية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني "يكتسي أهمية بالغة، للتعرف على منجزات شخصية طبعت تاريخ المغرب المعاصر"، منوها باختيار مكناس لاحتضان الدورة الثالثة والعشرين من جامعة مولاي علي الشريف، باعتبارها من أهم مراكز الإشعاع الثقافي والفكري والحضاري منذ عهد السلطان مولاي إسماعيل.
في السياق ذاته، قال عبد الله بوانو، رئيس جماعة مكناس، في كلمة ألقاها نيابة عنه نائبه الأول رشيد الطالبي، إن الدورة الثالثة والعشرين من جامعة مولاي علي الشريف تمثل امتدادا للدورات السابقة التي جعلت الجامعة منتدى لتعميق البحث في تاريخ الدولة العلوية في مختلف مراحلها، مبرزا أن "حكم الحسن الثاني مثّل مرحلة متميزة في تاريخ المغرب الحديث".
ونوه بوانو بالدور الذي تلعبه جامعة مولاي علي الشريف في تعريف الجيل الحالي والأجيال اللاحقة بتاريخ المغرب الحديث، قائلا إن موضوع الدورة الثالثة والعشرين للجامعة ذا أهمية، "لأن الأمة المغربية تحتاج أن تكون موصولة بما يصون تاريخها ومعرفة الأجيال الحالية واللاحقة بتاريخ بلدها العريق".
وانطلقت أولى دورات جامعة مولاي علي الشريف، التي أحدثت بمدينة الريصاني بمبادرة من وزارة الثقافة وبمباركة من الملك الراحل الحسن الثاني، يوم 7 دجنبر عام 1989. ويشارك في دورات الجامعة باحثون ومؤرخون يتناولون مواضيع تتعلق بالتاريخ السياسي والاقتصاد والثقافة والمجتمع.
وعملت وزارة الثقافة على طبع أعمال مختلف الدورات الماضية من جامعة مولاي علي الشريف، التي يرأس لجنتها العلمية عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة، بُغية توثيق ندواتها وتبليغ فائدتها إلى عموم المهتمين والباحثين.
وستقدم خلال الندوة الأولى للدورة الثالثة والعشرين من جامعة مولاي علي الشريف، التي تنطلق بعد زوال اليوم الجمعة بالمركز الثقافي محمد المنوني بمدينة مكناس، أوراق بحثية حول التنمية الاقتصادية والاجتماعية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.