Taroudantpress : تارودانت بريس _بنحمزة يكشف تأثير فوز الاشتراكيين في انتخابات إسبانيا على المغرب
فاز رئيس الوزراء الاشتراكي الإسباني بيدرو سانشيز أمس الأحد في الانتخابات التشريعية بدون تحقيق أغلبية مطلقة، بينما يستعد اليمين المتطرف لدخول البرلمان للمرة الأولى منذ عقود.
في هذا الصدد، قال عاد بنحمزة الباحث في العلوم السياسية، في تصريح لـ”آشكاين” إنه “من السابق لأوانه الحديث عن تأثير الانتخابات الإسبانية على المغرب، لأن نتائج الانتخابات لم تحسم الأمور لصالح الحزب الاشتراكي الذي يحتاج إلى تحالف يحقق به الأغلبية لتشكيل الحكومة”، مضيفا أن “هذا التحالف إذا قدر له النجاح سوف لن يكتفى بحزب بوديموس بل سيكون زعيم الحزب الاشتراكي مضطرا إلى الانفتاح على الأحزاب الصغرى سواء في الباسك أو كتلونيا وهذا سيطرح مشاكل كثيرة فيما يتعلق بالمفاوضات”.
وأردف بنحمزة أنه “إذا تمكن الحزب الاشتراكي من النجاح في تحقيق التحالف مع باقي تيارات اليسار الأخرى، فإن ذلك سيكون في صالح المغرب، إذ أن العلاقات بين البلدين تعد اليوم ممتاز وهي بصفة عامة تكون كذلك متى كان الاشتراكيون في السلطة”.
ويرى المتحدث أن نتائج الانتخابات الإسبانية تستدعي أيضا ملاحظات أخرى لا تقل أهمية وسيكون لها بلاشك تأثير على العلاقة بين البلدين مستقبلا، تجدر الإشارة هنا إلىثلاث ملاحظات أساسية: الأولى تتعلق بتكريس إنهيار الثنائية الحزبية التي استمرت منذ بداية الانتقال الديمقراطي في إسبانيا، بحيث كرست النتائج إنقسام الناخبين بين عدة تيارات سياسية، وهذا الأمر يفرض تحديات كبيرة على النخب السياسية التقليدية التي من واجبها اليوم التكيف مع الوضع الجديد الذي تم ترسيمه في الإنتخابات الأخيرة”.
هذا ما يشكل قلقا للمغرب
واسترسل بنحمزة أن الملاحظة الثانية تتمثل في كون إسبانيا استطاعت أن تحفظ وجود الأحزاب التقليدية نظير الحزب الاشتراكي الذي تصدر الإنتخابات، في الوقت الذي تشهد فيه أوربا إنهيار القوى السياسية الكلاسيكية”، فيما “الملاحظة الثالثة تسجيل إنهيار اليمين التقليدي والذي حقق أسوأ نتيجة انتخابية له في تاريخه، هذا الأمر يمكن تفسيره بتصاعد اليمين الشعبوي الذي استطاع اقتحام البرلمان عبر حزب “بوكس” بأزيد من 10 بالمائة من الأصوات أي 24 مقعدا، وهو ما يشكل اقتطاعا من الكتلة الناخبة الكلاسيكية للحزب الشعبي”.
وأكد المتحدث على أن “ما يجب أن يكون مصدر قلق للمغرب، هو تصاعد حضور اليمين المتطرف، والذي يمثله حزب “بوكس” بشكل يعيدنا إلى أجواء لم تشهدها إسبانيا منذ نهاية حكم فرانكو، إذ لم يخفي حزب” بوكس” عداءه للمغرب وللمهاجرين ولكل قضايا الهجرة، صحيح أن هذا الحزب لن يكون له تأثير على تشكيل الحكومة، لكنه يمثل تحولا معتبرا في الرأي العام الإسباني، لابد من الانتباه إليه بكثير من الجدية والمسؤولية بالنظر إلى مخاطره على المغرب مستقبلا”.