تارودانت 24..رئيس اتحاد برلمانات الدول الأعضاء الإسلامية يثمن إعلان “نداء القدس”
ثمن الحبيب المالكي رئيس اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، “نداء القدس”، معتبرا إياه “وثيقة مرجعية تهدف إلى النهوض بالطابع الخاص للقدس، بوصفها مدينة متعددة الأديان، والمحافظة على بعدها الروحي ومكانتها المتميزة ورمزيتها كمدينة كونية للسلام، لها حرمتها وقدسيتها، ولها وضعها الاعتباري كتراث إنساني مشترك، وكمكان وف ر للديانات السماوية الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، أفقا للتعايش السلمي ومركزا لقيم الحوار والاحترام المتبادل”.
وأبرز المالكي، في بلاغ توصلت “تارودانت24 ” بنسخة منه يوم الاثنين 1 أبريل 2019، على أن المملكة المغربية عاشت، نهاية الأسبوع الماضي، حدثا رمزيا وحضاريا ودينيا بالمعنى العميق لهذه الأبعاد والصفات، وذلك حين استقبل الملك محمد السادس، البابا فرنسيس، الذي قام بزيارة رسمية للمملكة، توجت بالتوقيع على “نداء القدس”.
وسجل رئيس اتحاد البرلمانات، باهتمام القيمة المضافة لهذه الوثيقة الدولية، ولحدث اللقاء في حد ذاته الذي جرى في بلد إسلامي عربي بين الملك محمد السادس من موقعه كأمير للمؤمنين، وأيضا بوصفه رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، والبابا فرنسيس، مشددا على أن “نداء القدس”، الذي يلح على ضرورة وأهمية صيانة وتعزيز الطابع الديني المتعدد للقدس الشريف، يأتي أيضا بقوة ومرجعية ورمزية الموقعين عليه، ليتطلع بأمل إلى ضرورة ضمان حرية الولوج إلى الأماكن المقدسة في المدينة لكافة أتباع الديانات التوحيدية الثلاث، وحماية حقهم في ممارستهم الدينية واحترام شعائرهم الخاصة، والانخراط في سيرورة دائمة من روح الأخوة والمحبة والوئام.
ولفت إلى أن “زيارة قداسة البابا، الثانية من نوعها بعد زيارة أولى للبابا يوحنا بولص الثاني إلى المملكة المغربية في سنة 1985، شكلت، سواء من حيث توقيتها ومكانها وبعدها الحضاري والإنساني، لحظة لها تاريخ، ولها قيمة نوعية، ولها من دون أدنى شك تأثير على مجرى الحوار بين الإسلام والمسيحية، وبالتالي الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات، (…) مما يساعد المجتمع الدولي على تخطي أنواع سائدة من سوء الفهم وسوء التفاهم”.
وفي ختام البلاغ خلص الحبيب المالكي إلى أن هذه الزيارة التاريخية “ستلفت المزيد من الانتباه إلى أولوية التسامح الديني والتساكن الروحي كقيم حية تحتاجها الإنسانية المعاصرة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لكنها أيضا ستفتح أكثر فأكثر فهمنا الفردي والجماعي لمعنى وجوهرية نشوء وتطور وثراء الشعور الديني، وللقضايا الإيمانية الأثيرة، ولقيمة ثقافة الحوار الديني والحوار بين مختلف الديانات السماوية في عالم يتقدم نحو مستقبله وتتهدده نزوعات العنف والانحراف والتطرف “.