"سيبة الرعاة الرحل" .. تيزنيت وسيدي إفني تقاسيان معاناة الاعتداءات
للأسبوع الثاني على التوالي تستمر حالة "السيبة" التي خلفتها تحركات الرعاة الرحل في منطقة السيحل، بإقليم تيزنيت، في الاستفحال؛ إذ ما يزال الهجوم على محاصيل وأراضي سكان الدواوير والاختطافات والاعتداءات بالهراوات المحرك الرئيسي لجميع الفاعلين بالمنطقة، خصوصا بعد رواج إمكانية صلح بين الطرفين، وهو ما ترفضه الساكنة على اعتبار أن مطالبها واضحة وتتعلق بالرحيل النهائي للرحل عن السيحل، فيما تستنفر منطقة مير اللفت وآيت باعمران ساكنتها من أجل رفض دخول الرحل إلى أراضيها.
آخر التطورات حسب مصادر من المنطقة، تقول إن "قائد الرعاة الرحل، المعروف بحسن شويعر، حاصره سكان مير اللفت، ليلة أمس الاثنين، بعد محاولته الاعتداء على فتاة في مقتبل العمر، واقتادوه صوب مخفر الدرك الملكي، رافضين أي ولوج للرعاة الرحل صوب منطقتهم مخافة تكرر الاعتداءات التي ينفذونها في حق السكان ومحاصيلهم الزراعية، فضلا عن التلاميذ المتنقلين صوب المدارس، حيث أوقفت حافلات النقل المدرسي غير ما مرة".
وأضافت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن "الاحتقان في المنطقة وصل مستويات لا تطاق"، مشيرة إلى أن "السكان جالسوا عامل الإقليم، لكن إلى حدود اللحظة لا جديد ولا حل في الأفق، فالرعاة يقولون إنهم سُرقوا، فبالله هل يمكن لسكان السيحل أن يسرقوا وأغلبهم كبار السن بعدما غادر الشباب البلدة من أجل العمل؟"، تتساءل المصادر.
وأشارت مصادرنا إلى أن "السكان يقومون بحملات من أجل توحيد كل القبائل ضد هجمات الرعاة الرحل، خصوصا وأنهم لا يحترمون أي عرف أو قانون، فقد رفعوا رايات موالية لجبهة البوليساريو، كما كتبوا عبارات مساندة لها على الجدران"، مشددة على أن "الاعتداءات قلت حدتها بعد اتحاد القبائل، لكنها كانت كثيرة قبل ذلك، واستمرت لما يقارب السنة، خصوصا على مستوى الدواوير ذات الكثافة السكانية القليلة".
ولفتت مصادر هسبريس إلى أن "السلطات الأمنية تلتزم الحياد، ولم ترد إلى حدود اللحظة على تحرك الرعاة واعتداءاتهم، وهو ما فتح المجال أمام ما يشبه الحرب الأهلية؛ فجماهير نادي أمل تيزنيت لكرة القدم قد تدخل بدورها على الخط في أي لحظة من أجل مناصرة القبائل المتضررة من موجة الرعاة الرحل".
وقد أنهت مهمة استطلاعية قام بها نواب حزب العدالة والتنمية مهاهما، وخلصت حسب منشور عممه إبراهيم بوغضن، النائب البرلماني عن إقليم تيزنيت، إلى "وجود أضرار لحقت أملاك السكان (أكل للمحاصيل الزراعية، وقضم لشجر الأركان، وإتلاف لنبتة الصبار، جراء الزحف عليها من طرف الرعاة الرحل)".
ورصد المنشور "وجود حالة الخوف والهلع التي انتابت الساكنة على إثر الأحداث الأخيرة في الجماعة، التي بلغت حد اختطاف أحد المواطنين لبعض الوقت قبل إطلاق سراحه"، مسجلا مشاهدته "لقطعان الأغنام وهي ترعى في فدادين السكان غير بعيد عن منازلهم إلا بأمتار معدودات، كما تعرضت مشاريع مخطط المغرب الأخضر لأضرار كبيرة".