هل يشارك المغرب في الإدارة الدينية للقدس ما بعد "صفقة القرن"؟
هل سيشارك المغرب في إدارة المناطق الدينية في القدس بعد تقسيمها في إطار خطة السلام الأمريكية المثيرة للجدل التي جاء بها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب المعروفة بـ"صفقة القرن"؟
وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أنّ المغرب يوجد ضمن شركاء آخرين تقترحهم الإدارة الأمريكية لإدارة المناطق الدينية في مدينة القدس بعد تقسيمها، إلى جانب كل من المملكة العربية السعودية والأردن.
ويأتي المستجدّ الجديد الذي نقلته صحيفة "إسرائيل اليوم"، في وقت رشح فيه أن المغرب يعارض بشدة "صفقة القرن"، التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية ودول عربية مؤثرة، خاصة وأنّ الملك محمدا السادس هو رئيس لجنة القدس.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادرها أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إحداث هيئة تتولى مهمة الإدارة المشتركة للأديان في القدس بعد تطبيق "صفقة القرن"، تحت السيادة الإسرائيلية، مشيرة إلى أنّ المرشحين الرئيسيين للاندماج في هذه الهيئة من طرف الأمريكيين هم السعودية والمغرب وفلسطين.
هذا الطرح، الوارد في المحادثات التي أجراها الأمريكيون مع الأطراف المحضّرة لـ"صفقة القرن"، قد لا يلقى ترحيبا من الأردن، التي تدير بعض المواقع الدينية في القدس بشراكة مع إسرائيل، "باعتبار أن السعودية تشكل منافسا على الوصاية على الأماكن المقدسة في الإسلام"، بحسب الصحيفة العبرية.
تعليقا على هذا الموضوع، قلّل خالد السفياني، منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، من الأخبار التي تروّج لها وسائل الإعلام الإسرائيلية، نقلا عن المسؤولين الأمريكيين من أجل التمهيد لتطبيق "صفقة القرن"، قائلا: "لا يجب أن نصدق أنّ كل ما تقوله الإدارة الأمريكية صحيح وسيُنفّذ".
وأضاف خالد السفياني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ موقف المغرب من القضية الفلسطينية واضح، وعبّرت عنه الدبلوماسية المغربية بتأكيد تمسكّها بإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة، وعاصمتها القدس".
وبالرغم من أنّ المغرب لم يُعلن، بشكل رسمي، موقفه من "صفقة القرن" الأمريكية، فإنّ السفياني يرى أنّ تشديد الدبلوماسية المغربية على تمسكها بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، "هو إعلان رسمي عن أنَّ أي طرح آخر يخرج عن هذا النطاق سيرفضه المغرب".
وأوضح المتحدث ذاته أن ما يعضد الموقف الرسمي المغربي من "صفقة القرن" هو الرفض الشعبي لهذا الصفقة الأمريكية، مبرزا أنّ "الموقف الشعبي القوي سيكون سندا لأصحاب القرار على اتخاذ موقف معارض لما يسمى صفقة القرن".
وحذّر منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين من الانجرار وراء "صفقة القرن" الأمريكية، قائلا إنها لا تستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل تستهدف مستقبل جميع شعوب المنطقة، "لذلك يجب علينا مواجهتها دفاعا عن فلسطين، ودفاعا كذلك عن أنفسنا وعن مستقبلنا".