هل ينقذ المهاجرون الحسيمة من أزمتها الاقتصادية الخانقة؟
تعيش مدينة الحسيمة، منذ أكثر من سنتين، حالة من الركود التجاري الشديد، وفي الوقت الذي يرجع البعض سبب ذلك إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، لم يتوان البعض في توجيه أصابع الاتهام إلى الاحتجاجات التي عرفتها المدينة، لتسببها في الركود الذي تعرفه المدينة التي تعتمد بالأساس على تحويلات المهاجرين وبعض الأنشطة الخدماتية.
وفي الوقت الذي ساد طوال الفترة الماضية، التوجس من مستقبل المدينة بسبب هذا الركود التجاري الكبير، أحيا توافد المهاجرين على مدينتهم بعض الآمال في تجاوز الوضع الحالي، وخلق رواجا تجاريا على الأقل في أشهر الصيف الثلاثة.
وفي هذا السياق، قالت مصادر محلية إن أكثر من 2100 مهاجر توافدوا عبر المحطة البحرية للحسيمة، منذ انطلاق عملية مرحبا.
وأشارت المصادر ذاتها، بأن الأيام المقبلة ستشهد توافد المزيد من المهاجرين عبر الخط البحري الذي تؤمنه شركة إسبانية والرابط بين المحطة البحرية للحسيمة وميناء موتريل الإسباني.
وكان التجار في المدينة متخوفون من تأثير الأخبار التي راجت في وقت سابق، والتي تفيد بأن المهاجرين متخوفون من العودة إلى المنطقة وبالخصوص الحسيمة، بسبب إمكانية توقيف عدد منهم، خاصة الذين يشاركون في المسيرات والوقفات الاحتجاجية في بلدان إقامتهم بالخارج، تضامنا مع معتقلي الحراك الشعبي بالحسيمة، وساق عدد من الذين روجوا لهذه الأخبار ما تعرض له مهاجر يقطن بالخارج، جرى توقيفه مباشرة بعد عودته إلى أرض الوطن ومحاكمته والزج به السجن.
وما سيشجع أيضا العديد من المهاجرين وفق مصادر الجريدة على قضاء العطلة الصيفية في مدينة الحسيمة بين أهاليهم، شأنهم في ذلك شأن العديد من المهاجرين في باقي مناطق المغرب، هو تزامن العطلة مع عيد الأضحى، حيث يرتقب أن تكون ذروة التوافد على المدينة والمناطق المجاورة خلال شهر غشت المقبل، وهو ما تؤكده أيضا العديد من المعطيات التي تشير إلى أن الحجوزات عبر الخط البحري والخطوط الجوية التي تربط مطار الحسيمة ببعض المدن الأوربية كبيرة خلال هذه الفترة.