Taroudant 24 | تارودانت 24 _ اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوزان خارج السياق الوطني
تخلد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي كان الملك محمد السادس قد أعلن في خطاب رسمي موجه للشعب المغربي يوم 18 ماي 2005 ، عن إطلاقها كمشروع تنموي من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة ، ( تخلد) الذكرى الثالثة عشرة لميلادها .
توقيت الخطاب الملكي ، وسياق الكشف عن المرتكزات الثلاث التي تقوم عليها المبادرة الوطنية المتجلية في – التصدي للعجز الاجتماعي بالأحياء الحضرية الفقيرة ، والجماعات القروية الأشد خصاصا، وتشجيع الأنشطة المذرة للدخل القار والمتيحة لفرص الشغل ، والعمل على الاستجابة للحاجيات الضرورية للأشخاص في وضعية صعبة – شكلا جوابا قويا عن الأسئلة الحارقة التي تناسلت بعد تعرض بلادنا يوم 16 ماي 2003 لعمل ارهابي شنيع ، ذهب ضحيته أبرياء ، على يد أدوات مغربية شابة تعيش أوضاعا أقل ما يمكن أن توصف به هو “الابرتايد الاجتماعي والحضري” المفضي لليأس الذي يلوي على عنق كل ما هو جميل في الحياة ، استغلته شبكات المتاجرة في ديننا الإسلامي الحنيف ، فدفعت بهم( الشباب ) نحو المجهول .
التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبعد سنوات على التنزيل الميداني لهذا المشروع التنموي الذي مما لاشك فيه أنها أخضعت حصيلته للافتحاص وللتقييم ، اختارت منحى جديدا في مقاربته ، وهي المقاربة التي ظهرت ملامحها في محطتين أساسيتين هذه السنة وهما ، اليوم العالمي للمرأة ، والذكرى 13 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
فهل التقطت اللجنة الإقليمية للمبادرة الإقليمية للتنمية البشرية بوزان التي يرأسها الكاتب العام لعمالة وزان خلفا للعامل السابق الذي تم عزله كما أفاذ بذلك بلاغ لوزارة الداخلية في الأيام الأخيرة؟ وهل طريقة اشتغالها مستوفية لمبادئ المقاربة التشاركية التي تمكن الساكنة ومنظمات المجتمع المدني من التعبير عن الحاجيات والمساهمة في اتخاذ القرارات؟ وهل هناك من آثار ملموسة على الفئات التي تستهدفها المبادرة يمكن قياسها؟ إنه قليل من كثير الأسئلة العالقة التي يطرحها كل متتبع موضوعي لهذا المشروع الهام الذي تاه، و فقد بوصلته على مستوى إقليم وزان؟ فهل من الحكمة أن يواجه بالصمت مشروع يستثمر في مستقبل الوطن، ويشكل صمان أمان استقراره؟
فعلى سبيل الإشارة أكد للجريدة أكثر من مصدر موثوق بأن شعار ” المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حافز للنهوض بوضعية المرأة ” الذي خلدت به المبادرة الوطنية اليوم العالمي للمرأة هذه السنة ، ظل سجين رفوف مقر العمالة ، ولم تلمسه نساء الإقليم اللواتي تعيش الهشاشة والإقصاء في حياتهن اليومية . فحتى المركز اليتيم بالإقليم الموجهة خدماته للنساء ضحايا العنف مغلقة أبوابه في وجه المعنفات من شهور، رغم ما يشكله هذا الإغلاق من أرق مضني للضابطة القضائية بالمجالين الحضري والقروي على السواء، وكذلك للنيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بوزان. وشددت نفس المصادر بأن اللقاء المحتشم الذي نظم بالمناسبة ، جاء فارغا من مضمون ونبل الشعار الذي اختارت التنسيقية الوطنية للمبادرة التفاعل به مع قضايا المرأة المغربية. أما الشباب الذي أفرد الملك محمد السادس حيزا هاما من خطابه لانشغالات هذه الفئة العريضة من المواطنات والمواطنين بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الجارية ، فقد تفاعلت معه( الخطاب الملكي ) التنسيقية الوطنية للمبادرة ووضعت له خارطة طريق بمناسبة الذكر13 التي تم تخليدها يوم 18 ماي الأخير تحت شعار ” الشباب محرك التنمية ” . لكن هل وجد له هذا الشعار صدى على مستوى إقليم وزان ؟
يمكن الجزم بأن اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوزان شكل تخليدها لذكرى اطلاق المبادرة الوطنية ( 18 ماي) حالة نشاز ، مقارنة مع صدى اللجان الاقليمية بباقي عمالات وأقاليم المملكة الذي نقلته القنوات العمومية ، والصحافة الوطنية ، ومنصات التواصل الاجتماعي . فقد عرفت مقرات الادارة الترابية بجل العمالات والأقاليم لقاءات انتصر فيها نساء ورجال السلطة للحوار والتشاور مع الشباب الذي قرأ من زاويته الخاصة المساحة التي خصصتها المبادرة الوطنية لانتظاراته ، وما يمكن أن تتداركه مستقبلا . نشاز اللجنة الإقليمية لوزان تجلى للعيان في التغييب المطلق للمقاربة التشاركية ، ووأد الحق في المعلومة ، وذلك بتعليق الحق في الوصول للمعلومة التي خنقها تعطيل تنظيم لقاء تواصلي مع المجتمع المدني الذي يعنى بقضايا شباب الإقليم الذي تضخمت انتظاراتاه ، واحتقنت شرايين تواصله مع مختلف المؤسسات المحلية والإقليمية ، منذرة بحدوث انفجار لن يرضاه لوطنه من يتوفر على ذرة من حس المسؤولية الوطنية .
ورغم ذلك فالوقت لازال يسمح بإعادة ضخ نفس في شعار” الشباب محرك التنمية ” الذي يؤطر برامج عمل المبادرة الوطنية بمناسبة الذكرى 13 لتنزيلها ، وذلك بتجديد اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوزان لجسور تواصلها مع شباب دار الضمانة الكبرى ومنهجية اشتغالها ، مستحضرة في ذلك ما جاء بالخطاب الملكي يوم 13 أكتوبر الأخير ” …وضعية الشباب الذين يعملون في القطاع غير المهيكل ، والتي تقتضي ايجاد حلول واقعية قد لا تتطلب وسائل مادية كبيرة ، ولكنها ستوفر لهم حلولا واقعية لمشاكلهم الحقيقية ، وخاصة في المناطق القروية والأحياء الهامشية والفقيرة ” .
وزان: محمد حمضي