سوسيولوجيون مغاربة يدعون إلى صد التطرف بتعليم الفلسفة للأطفال
دعت الجمعية المغربية لعلماء الاجتماع إلى تعميم التفلسف لدى الأطفال من أجل بناء فكر نقدي ينبني على التساؤل وإعمال العقل والتفكير، بهدف إنشاء مواطنين صالحين، لا مكان في نفوسهم للكراهية والتعصب والظلامية والتطرف.
وأضافت الجمعية، التي أسست منذ 1973 على أيدي ثلة من أعلام علم الاجتماع المغاربة، ضمن بيان لها، أن الهدف الرئيسي من هذه الدعوة هو تطوير قدرات أطفالنا منذ حداثة سنهم على طرح السؤال، بعيدا عن الفهم العامي للفلسفة، والذي يحيلها إلى مجرد سفسطة وحذلقات لغوية، ولا حتى مفهومها الأكاديمي أي تلقين الأطفال ملخصات حياة الفلاسفة ومذاهبهم.
وسجلت الجمعية، في إطار تفاعلها مع الرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي "2015 – 2030"، تخوفها من هيمنة ضيق الأفق ومحدودية التفكير على تنزيل الإستراتيجية وتفعيلها، مشيرة إلى أن معضلة التعليم ببلادنا تكمن في تعليم الفكر وتغييب مهارات التفكير؛ وهو ما لا يتماشى مع مهمة الجامعة والمدرسة.
وفي السياق ذاته، أضافت الوثيقة سالفة الذكر أن الجامعة فرصة متأخرة لتحفيز الأفراد على التفكير بطريقة منطقية سليمة؛ لكن هذا لا يمنع من ضرورة إحداث إجازات تطبيقية في تدريس مهارات التفكير، وتكوين مدرسين من أجل تدارك النقص الفكري الحاصل لدى التلاميذ والطلاب.
وانتقد علماء الاجتماع المغاربة مسألة المفاضلة بين العلوم التطبيقية والفنية وبين العلوم الإنسانية، وجعل هذه الأخيرة مثل مرأب لاستقبال من يعتبرون معطوبين لفظتهم المنظومة التربوية، داعين إلى تدارك أخطاء تهميش حقول تزخر بالقيم، مثل الفلسفة والشعر والرسم والرقص والمسرح والسينما وغيرها.
محمد المرجان، رئيس الجمعية المغربية لعلم الاجتماع، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن البيان يأتي بعد القرارات الارتجالية التي أفضت إلى إبعاد الفلسفة عن الباكالوريا التقنية، في الوقت الذي أبانت العديد من الدول الأوروبية واليابان عن ندمها جراء اتخاذها قرارا مماثلا في وقت سابق
أضاف المرجان أن "الفلسفة لم ولن تأخذ حقها في المناهج التربوية والتعليمية المغربية، في ظل استمرار قرار الإبعاد من الباكالوريا الذي يحتاج إلى تفكير عميق ونقاش مفتوح؛ فالبلاد في حاجة الآن إلى فكر تنويري، يعزز مفهوم التنمية الوطنية، وليس إلى ما يكرس الاختلالات الفكرية والعقائدية"، على حد تعبيره.