تارودانت.. امام العشرات من المناضلين والمناضلات ، محمد بنعبد القادر : الاتحاد الاشتراكي سيبقى دوما منخرطا مع هموم الشعب و سيعود لمكانته الريادية/ صور
في اجواء نضالية حماسية ، وبحضور العشرات من مناضلي ومناضلات حزب الإتحاد الإشتراكي والمتعاطفين من كل جهات الإقليم و فعاليات المدينة ومسؤولي الحزب بإقليم تارودانت ورموزه التاريخية، وأسرة الإعلام والصحافة من كل المنابر الوطنية والجهوية،إنعقد مساء يوم امس السبت بمقر الحزب بسيدي حساين وسط مدينة تارودانت ،اللقاء التواصلي الذي اطره الاخ محمد بن عبد القادر الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الادارة والوظيفة العمومية عضو المكتب السياسي تحت عنوان : “الإتحاد الإشتراكي وأسئلة المرحلة” الذي كان بمعية الاخ لشكر مبارك الكاتب المحلي للحزب والاخ محمد جبري الكاتب الإقليمي بتارودانت، والاخ عبد اللطيف بنشيخ عضو المكتب المحلي.
وفي هذا السياق قال بنعبد القادر أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب من صميم ثقافته وهويته السياسية النقد والنقد الذاتي الذي يعتبر ركنا رئيسيا في تصحيح كل الاوضاع التنظيمية، و من هذا المنطلق شدد على أن الاتحاد لا يمكن له الا ان يكون منخرطا وملتزما بهذا النفس الاصلاحي ومساهما في تجديد النموذج التنموي المنشود.
وذكر بنعبد القادر أن الاتحاد الاشتراكي كحزب وطني وديمقراطي، كان دائما على استعداد للمشاركة الفاعلة والمساهمة الناجعة في التحولات الكبرى التي عرفتها البلاد وبحس وطني رفيع، مشيرا في هذا الصدد لقيادة الحزب لحكومة التناوب والمساهمة في الانتقال السلس للسلطة وانقاذ البلاد من السكتة القلبية والعمل على طي صفحات الماضي ..واليوم يقول بنعبد القادر، الاتحاد الاشتراكي مستعد وعازم وجاهز بكل بنياته وطاقاته وأطره السياسية والفكرية والعلمية والاكاديمية لدعم النهج الاصلاحي الذي تشهده البلاد .
وأكد بنعبد القادر على أنه بالرغم من ان المغرب حقق تقدما تنمويا و نجاحا ملحوظا في الاستثمارات وإرساء البنيات التحتية والتجهيزات الاساسية …فهذا لم ينعكس بالشكل المطلوب على مستوى تحقيق العدالة الاجتماعية وادماج الشباب في الشغل، وذلك للمساهمة بشكل فعال في الاطمئنان والاستقرار ، والاندماج في الحياة المهنية والعائلية والاجتماعية، و التطلع لتعميم التغطية الصحية وتسهيل ولوج الجميع للخدمات الاستشفائية الجيدة في إطار الكرامة الإنسانية.
وفي ما يتعلق بتحديات العمل الحزبي والتنظيمي في ظل التطورات المتسارعة للتكنولوجيات الحديثة، اوضح القيادي الاتحادي، أن الاتحاديات والاتحاديين مطالبون بالتفكير، اكثر من أي وقت مضى، في هذا المستجد الذي فرض نفسه في اطار العولمة التكنولوجية لما له من دور اساسي وحاسم في التعبئة والتنسيق والتواصل. وساق أمثلة عديدة من خلال استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في التعبئة لما سمي بثورات الربيع العربي او في الدول الاوربية كإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية ابان الحملات الانتخابية.
وفي هذا السياق ابرز بنعبد القادر على ان الرهان اليوم اصبح معقود على حسن استعمال التكنولوجيات الحديثة واستغلالها في تعبئة المواطنين لما فيه خير البلاد وخلق رأي عام وطني حول قضايا وطنية كبرى يتملك الاتحاد الاشتراكي المبادرة فيها، متأسفا في نفس الوقت على الاستغلال السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي في تصفية الحسابات الصغيرة الضيقة ، ونشر الترهات والنزعات الذاتية والشخصية، لذلك يقول بنعبدالقادر، فنحن مدعوون لاستخلاص الدروس في هذا المجال وما يدور في محيطنا.
ولم تفته الفرصة بأن يضع النقط على الحروف بشأن مساءلة بعض البديهيات التنظيمية الحزبية التي كانت تعتمد عليها التجربة الحزبية سلفا ، والى اي حد مازالت لها قيمة مضافة او بالاحرى نافعة في عصرنا الحاضر الذي يتميز بالهاتف النقال المرتبط بالانترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي …كما تطرق للوسائل الحديثة في إقناع المواطن وخلق رأي عام وطني حول قضية معينة التي لم تعد كافية فيها فقط وسيلة الترافع وتقديم القضية والمطالب المرتبطة بها، موضحا أن المعارك السياسية في العصر الحالي لم يعد الخوض فيها يتم سوى بالوقائع والحقائق ، كما كان في السابق الاتحاد الاشتراكي حين رفع شعار “الحقيقة اولا”، بل اليوم، كما عاين ذلك العالم ككل في التجربة الفرنسية للوصول الى قصر الاليزيه، من خلال تأسيس حزب في 13 شهرا ، او في نمط الحملة الانتخابية للرئيس الحالى لأمريكا ترامب، اذ الآن أصبحت المعارك السياسية والانتخابية والتواصل مع المواطنين تخاض بما يسمى في معجم اوكسفورد كمصطلح POST VERITE ما بعد الحقيقة.
كما أشار محمد بن عبد القادر إلى ضرورة العودة للشعب من خلال قواعده الجماهيرية الملتزمة بقضايا الشعب من خلال الكليات والجامعات والجمعيات لتاطير الشباب والقطاع النسائي الذين هم عماد الوطن قبل ان تتسلل لهم كماشة فلول الظلامية والعدمية والمارقين عن قضايا الشعب الحقيقية .
كما طالب بن عبد القادر بضرورة الإنفتاح على الجميع وتوسيع قاعدة المنخرطين والمنخرطات في صفوف الحزب للتوجه للامام بنفس جديد.
وكان الاخوين لشكر كاتب فرع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وجبري الكاتب الإقليمي للحزب بتارودانت قد ألقيا كلمة ترحيبية بضيف مدينة تارودانت محمد بنعبد القادر ، ثم الحضور الذي جاء من المدن والاقاليم المجاورة للمساهمة الفعالة في هذا اللقاء التواصلي ما بين القيادة الحزبية والقواعد المحلية والاقليمية.
وفي ختام مداخلة الاخ بن عبد القادر اعطيت الكلمة للحضور الذي عبر من خلال نقاشاته و أسئلته عن هموم المناضلين وتشوقهم لحزب يعيد أمجاده وقربه من الجماهير بأسرع وقت، كما طرحت أسئلة تهم العمل التنظيمي والحزبي وقضايا الغعلام الحزبي وتحديات الواقع والعصر الحديث المتميز بتسارع التطورات التكنولوجية والتحولات الاجتماعية والاقتصادية ودور الاتحاد كحزب ديمقراطي اشتراكي لربح هذه الرهانات ومجابهة هذه التحديات.
كما طرح الإخوة والاخوات جملة من القضايا المحلية لإيصالها بصوت الفريق الإتحادي في البرلمان للحكومة لإيجاد حلول لها .
وفي ختام هذا اللقاء نؤكد ان مقر الحزب بتارودانت عادت له حماسته ووقود العديد من المناضلين والمتعاطفين الذين استبشروا خيرا بمستقبل الإتحاد الإشتراكي على الساحة الوطنية والمحلية وتتبعوا وشاركو في نقاش غني ومستفيض ينم عن غيرة المناضلين على حزب الاتحاد الاشتراكي لاسترجاع مكانته داخل المجتمع والمشهد السياسي المغربي، وتملكه للمبادرة السياسية ، وهذا ترجمته مختلف التدخلات من جل الحاضرين الذي خرجوا من اللقاء بقناعة واحدة هو ان الوطن والمواطنون في حاجة ماسة إلى اتحاد إشتراكي بمفاهيم حديثة للمساهمة في إقلاع إقتصادي واجتماعي و تنموي على المستويين المحلي والوطني.