حامي الدين يحتكر الحقيقة و يقسم المجتمع و يوزع صكوك الشرف
فضحت التدوينة الأخيرة للقيادي في حزب العدالة و التنمية، و المستشار البرلماني عن نفس الحزب، و هو يتضامن دون شرط أو تحفظ مع مدير نشر يومية أخبار اليوم، توفيق بوعشرين، المتهم في قضايا تتعلق الاغتصاب و الاتجار في البشر، عن الأسس الحقيقية التي ينبني عليها الفكر الذي يحمله هذا الرجل و من معه ممن ينتسبون لتيارات الإسلام السياسي، و هو امتلاك الحقيقة المطلقة دون غيرهم من الخصوم و الفرقاء.
حامي الدين و من خلال تدوينته التي أعلن فيه ذلك التضامن اللامشروط مع بوعشرين، و هذا أمر فيه ما فيه من انحياز للقبلية على حساب الأسس و المبادئ الإنسانية و المجتمعية، التي تقتضي التضامن مع المظلوم ابتداء، أو في أضعف الإيمان انتظار حكم المحكمة، أبان حقيقة عن الفكرة الشمولية التي تبناها دعاة الإسلام السياسي، و التي تقوم على أساس عدم الاعتراف بوجود رأي مغاير أو مخالف، و ذلك لأن صاحب هذا الفكر يعتقد أنه الوحيد الذي على صواب، و أن الحقيقة مختبئة في عقله دون غيره، و بالتالي فمن يناقضه أو يقف في الجهة المقابلة له هو على خطأ دائما .
حامي الدين و هو يتضامن في تدوينته مع بوعشرين، و من خلال توجيه ندائه إلى من وصفهم بالشرفاء أن يختاروا معسكرهم، فهم قد قسم المجتمع إلى فسطاطين، فسطاط الشرفاء الذي ينتمي إليه هو، و فسطاط آخر لم يسمه، لكن الأكيد انه يضم المعارضين لحامي الدين، وهم بالنسبة له غير شرفاء، و هذا هو صميم الفكر الإقصائي المتطرف، الذي يهدف إلى اغتيال الآخر معنويا و لما لا ماديا، و هو لا يختلف كثيرا عن الفكر الداعشي المتطرف، الذي خلق فوضى العالم و خلف آلاف المآسي، دهب ضحيتها آلاف الأبرياء في عدد من مناطق العالم.
تدوينة حامي الدين كشفت الوجه الحقيقي لأدعياء الاعتراف بالآخر و احترامه و الدفاع عنه و عن حقوقه، كما كشفت زيف دعوى الدفاع عن حقوق الانسان التي يقول حامي الدين أنه يدافعها عنها داخل منتداه للكرامة، و هو في الحقيقة لا يؤمن إلا بالحقوق التي تحفظ مصالحه هو و من يدور في فلك إخوانه.