شركات النقل البحري تمنع نشطاء البوليساريو من العودة إلى إسبانيا
بعد رفض السلطات الفرنسية منح صفة "لاجئ سياسي" لمئات النشطاء الصحراويين المحسوبين على جبهة البوليساريو، وجهت الجارة الأوروبية إسبانيا صفعة قوية إلى عدد من الانفصاليين الذين اعتادوا دخول الأراضي الإسبانية بجوازات سفر جزائرية.
وأصدرت شرطة الحدود الإسبانية تعليمات إلى شركات النقل البحرية التي تنظم رحلاتها من ميناء بالينثيا الإسباني إلى ميناء مستغانم الجزائري، بمنع تقديم خدمات النقل للأشخاص الذين يحملون "البطاقة الخضراء"؛ وهي بطاقات مؤقتة كانت السلطات الإسبانية تمنحها للمحسوبين على جبهة البوليساريو في انتظار الرد على طلبات اللجوء التي تقدموا بها سابقاً.
الأذرع الإعلامية للتنظيم الانفصالي اعتبرت أن قرار شرطة الحدود الإسبانية بالضغط على الشركات لعدم بيع تذاكر السفر لعناصرها الحاملين لبطاقة الانتظار المؤقتة، المعروفة باسم "ترخيطا بيرذي"، يدخل في إطار "تضييق الخناق على الشعب الصحراوي، وهو الأمر الذي سيحرم مئات الأفراد من الجالية الصحراوية من العودة إلى إسبانيا".
وكشفت مواقع إسبانية أن القرار يعكس "تراجع إسبانيا عن منح تراخيص الإقامة المؤقتة، التي كانت بمثابة امتياز للقادمين من مخيمات تندوف، بعدما قررت في وقت سابق تفادي منح اللجوء السياسي للصحراويين".
وكانت إسبانيا قد رفضت العام الماضي منح اللجوء السياسي لـ54 شابا من مخيمات تندوف، رغم اعتصامهم في مطار مدريد بعد رفضهم التوجه إلى كل من كوبا وفنزويلا للتكوين الأكاديمي والعسكري، الذي تفرضه قيادة البوليساريو على الشباب والأطفال.
ويُطارد القضاء الإسباني "كبير الجبهة"، إبراهيم غالي، بعد اتهامه بارتكاب "جرائم إبادة جماعية، وجرائم حرب"، على إثر شكاية تم تقديمها قبل عشر سنوات من قبل الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان.
وفي سنة 2017، تقدم 530 مغربياً بطلب اللجوء في إسبانيا زاعمين تعرضهم لملاحقات بسبب أفكارهم أو ظروفهم الإثنية أو الجنسية، يحسب ما ذكرته وكالة "إفي" الإسبانية يوم الجمعة.
ويمثل هذا الرقم 11% من عدد المغاربة الذين وصولوا إلى سواحل إسبانيا بشكل غير قانوني (أربعة آلاف و809 أشخاص)، بحسب بيانات وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس).
يذكر أن عدد طالبي اللجوء المغاربي منخفض مقارنة بجنسيات أخرى مثل الفنزويليين (10 آلاف)، والسوريين (أربعة آلاف و300)، أو القادمين من دول تشهد نزاعات مثل كولومبيا وأوكرانيا.
وفي عام 2016 كان عدد المغاربة الذين طلبوا اللجوء بإسبانيا 345، وبلغ عددهم 413 في سنة 2015، بحسب بيانات رسمية لوزارة الداخلية الاسبانية. ومنحت السلطات الاسبانية سنة 2016 عشرة مغاربة حق اللجوء السياسي في أراضيها، و206 آخرين استفادوا من وضع "حماية مدعومة".