برحيل24 - "عزلة الثلوج" تدفع ساكنة دواوير إلى الاحتجاج ضواحي بني ملال
نظمت ساكنة خمسة دواوير بالجماعة الترابية اغبالة نايت سخمان، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم بني ملال، اليوم السبت، مسيرة احتجاجية في اتجاه مقر عمالة خنيفرة، للمطالبة بفك العزلة التي سببتها الثلوج المتهاطلة لها، بالإضافة إلى فتح جميع الطرقات وتوفير المساعدات الغذائية والأغطية وحطب التدفئة للمتضررين من التساقطات الثلجية المصحوبة بموجة برد قارس، مشددة على أن الدراسة توقفت بالمنطقة منذ أزيد من عشرين يوما.
وطالب المحتجون، المنتمون إلى دواوير "أيت حمي، أيت علي أوعيسى، أيت جابر، احريرن، أيت ايشوا"، السلطات الإدارية والمنتخبة بالتدخل العاجل لفك العزلة الثلجية عنهم، مؤكدين أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في ظل غياب طرق ومسالك مفتوحة وخالية من الثلوج للوصول إلى السوق الأسبوعي للتسوق، أو المركز الصحي للاستفادة من العلاجات، بالإضافة إلى كون أبنائهم انقطعوا عن الدراسة لمدة طويلة.
وتواجد المحتجون في حدود الثانية بعد زوال اليوم بالطريق الوطنية المؤدية إلى خنيفرة، وبالضبط على مستوى منطقة سيدي احيى اوساعد، وفق أحدهم.
وصدحت حناجر المحتجين، خلال الشكل الاحتجاجي نفسه، بشعارات تطالب بفك العزلة عنهم وتسريع فتح المسالك الطرقية المقطوعة بسبب الثلوج في أقرب الآجال، موجهين أصابع الاتهام إلى السلطات الإقليمية والولائية والقطاعات الحكومية المعنية بالتزام الصمت أمام معاناة الساكنة مع هذه الأجواء البادرة، وفي ظل غياب الإمكانيات الكافية لدى مصالح الجماعة الترابية لأغبالة نايت سخمان للقيام بهذه المهمة.
وفي هذا الإطار، أوضح ميمون احفور، أحد المشاركين في هذه المسيرة الاحتجاجية، أن السكان سئموا من أن تظل دواويرهم معزولة ومحاصرة بالثلوج، رغم التعليمات التي أصدرها الملك في هذا الموضوع، مشيرا إلى أن المنطقة مقصية من أي برنامج تنموي، ولا تستفيد من أي مشروع، ومؤكدا أن المشاركين في المسيرة يطالبون بإدراج منطقتهم ضمن مخطط استعجالي للتنمية، لأنها تعاني من وعورة التضاريس، وتغمرها الثلوج خلال فصل الشتاء.
وطالب المتحدث ذاته، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الالكترونية، الجهات المسؤولة بالعمل على فتح جميع المسالك والطرقات، من أجل تمكين الساكنة من قضاء أغراضها، واستئناف الدراسة بالنسبة للتلاميذ، مشيرا إلى أن الوضع لم يعد يطاق، والساكنة لن تتراجع إلى إذا تم فتح هذه المسالك، وزاد مستدركا: "نحن الآن في طريقنا إلى خنيفرة، ولا أحد من السلطات ولا المسؤولين اهتم بأمرنا، وسنحاول إيصال معاناتنا إلى أعلى سلطة في البلاد".
أحمد خياض، رئيس جماعة أغبالة نايت سخمان، قال ل"جريدة برحيل24" في اتصال هاتفي إن الجماعة الترابية التي يترأسها لا تتوفر على الإمكانيات الكفيلة بفتح المسالك المقطوعة، مشيرا إلى أن الآلية الوحيدة التي تتوفر عليها تعطلت بأحد المسالك أثناء القيام بأشغال إزاحة الثلوج، والجماعة تعمل جاهدة من أجل إصلاحها لاستئناف الأشغال.
وشدد المتحدث على أن الدولة تتحمل بدورها المسؤولية عن معاناة هؤلاء السكان، خصوصا أنها تعلم الإمكانيات الضعيفة التي تتوفر عليها أغلب الجماعات الترابية، وأن المنطقة ستعرف تساقطات ثلجية مهمة، متسائلا باستغراب: "لماذا لم توفر الدولة للجماعات التي تعرف تساقطات ثلجية كثيفة بعض "الكاسحات الثلجية" لاستعمالها في مثل هذه الأوقات وإغاثة المحاصرين؟"، كما لفت إلى أنه "رغم ضعف الإمكانيات فإن الجماعة ستعمل على اكتراء آليات من الخواص لفك العزلة عن الدواوير التابعة لها".
وذكر المسؤول ذاته أنه منذ توليه رئاسة الجماعة الترابية المعنية ترافع من أجل توفير كاسحة الثلوج، وهو ما تم تحقيقه، إلا أن بعض الجهات تقوم بإرسالها إلى خارج نفوذ الجماعة من أجل فك العزلة، وتبقى المناطق التابعة للجماعة ذاتها تعاني، مشيرا إلى أن "ذلك خلق مشاكل عجلت بإعادة الآلية إلى أصحابها"، وفق تعبيره.