انطلقت، اليوم الاثنين، دورة تكوينية لفائدة كبار مسؤولي الشبكات السككية الإفريقية؛ وهي الدورة التي ستستمر حتى الـ26 من ماي الجاري، حول موضوع السلامة والأمن بالنقل السككي.
واعتبر كل من محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، وعبد القادر عمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، أن هذه الدورة التكوينية تعد دليلا على التطور الذي شهده المغرب في هذا المجال؛ وهو ما يمكن بلادنا من نقل خبراتها لفائدة مختلف بلدان القارة.
الخليع قال، خلال انطلاقة الدورة التدريبية بمركز التكوين السككي التابع للمكتب الوطني للسكك الحديدية، إن حاجيات الشبكة السككية الإفريقية ترتبط أساسا بالتكوين والصيانة، وفي المقابل "التجربة المغربية تعتبر رائدة في إفريقيا، إذ خطونا خطوات مهمة فيما يتعلق بمجال الأمن والسلامة"، حسب قوله.
وكشف الخليع أن التكوين يأتي في إطار اتفاق يربط بين الاتحاد الدولي للسكك الحديدية فرع إفريقيا وبين المكتب الوطني للسكك الحديدية، ويعد الخامس من نوعه، وسيعرف مشاركة 11 ممثلا عن الشبكات السككية الإفريقية.
وأبرز المتحدث أن التكوين سينقسم إلى شقين نظري وتطبيقي، مؤكدا أن الأخير يتمثل في الأوراش المفتوحة مثل ورش القطار فائق السرعة ومشروع إعادة منظومة التشوير في محور الدار البيضاء الرباط، إضافة إلى وجود خمس محطات في طور الإنجاز وغيرها من المشاريع التي سيتم خلالها تنفيذ "تدابير خاصة سيستفيد منها المكوَّنون".
من جانبه، قال عبد القادر عمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، إن التكوين مرتبط بالأمن والسلامة في المجال السككي الذي "تحظى المملكة فيه بتجربة خاصة ومعرفة نسعى إلى تقاسمها مع هذه الدول في إطار التعاون جنوب جنوب".
وأوضح عمارة أن فائدة التعاون جنوب جنوب "هي أكبر من مجرد استيراد حلول جاهزة من دول الشمال التي تمتاز بأوضاعها الخاصة وسياقتها واقتصاداته".
وعبّر الوزير عن افتخاره بما حققته البلاد فيما يخص مجال البنيات التحتية في المجال السككي، سواء المجال التقليدي أو ذلك الذي يهم السرعة الفائقة، قائلا: "لدينا ثقافة سككية وبنية تحتية، وسنكون أول دولة إفريقية تطلق القطار فائق السرعة فيما عدد مهم من البلدان الإفريقية يعانون من ضعف البنيات التحتية".
وتعد الدورة التدريبية الإفريقية المنطلقة اليوم هي الخامسة من نوعها منذ 2013، وتنظم لفائدة كبار مسؤولي الشبكات السككية الإفريقية لكل من الجزائر وبوركينا فاسو والكاميرون وساحل العاجى ودجيبوتي ومالي وموريتانيا والسنيغال وطوغو وتونس.
ونبّه بلاغ صادر عن المكتب الوطني للسكك الحديدية إلى أن معظم الشبكات الإفريقية بجنوب الصحراء الكبرى تعاني تأخرا كبيرا في تأهيل آليات الإنتاج، وهو ما يستلزم تحديث وعصرنة ما يناهز 81 ألف كيلومتر من السكة وأيضا تشييد ما يقارب 13 ألفا و200 كيلومتر من الخطوط الجديدة.
وسبق أن احتضنت الرباط أربع دورات تدريبية من هذا النوع خلال الفترة الممتدة من 2013 إلى العام الماضي؛ وذلك في إطار الرؤية 2040 التي سبق أن اعتمدها وزراء النقل بإفريقيا، كخارطة طريق لتكوير القطاع السككي بالقارة الإفريقية خلال المؤتمر الثالث الذي انعقد في شهر أبريل 2014 بمالابو بغينيا الاستوائية.