مع تنامي الطلب العلمي على مؤلفات تتناول موضوع الإعاقة في المغرب، تعززت رفوف المكتبات المتخصصة في ميدان البحث العلمي بمؤلف جديد مشترك بين الدكتورة فاطمة المريني الوهابي والدكتور محمد حمادي بكوشي، تحت عنوان: "مغرب المعاقين بين المعاناة والطموح"؛ وذلك باللغة الفرنسية مع ترجمته إلى العربية من طرف الأستاذ مصطفى الشليح.
ويطرح الكتاب في مقدمته تطور ظاهرة الإعاقة؛ حيث اعتبر المؤلفان أنه، وفي بدايات القرن الحادي والعشرين، تستمرُّ التداعيات الاجتماعية في التفاقم لأكثر من مليون ونصف؛ أي 5% من المغاربة يعانون من نقص دائم. هذا الرقم يضاعف ثلاث مرات إذا اعتبرنا المعرضين لنقص مؤقت إثر صدمة أو مرض، والأشخاص المسنين.
كما يسائل المؤلف قضايا عدة وملفات مرتبطة في عمومها بالإعاقة والأشخاص المعاقين، وخاصة السياسات العمومية بخصوص هذه الفئة، وبعض الملفات كالصحة والتعليم والحماية الاجتماعية لهذه الشريحة من المجتمع. كما يقدم الكتاب قراءة نقدية لما قامت به الحكومات المتعاقبة في معالجة ملفات الإعاقة والمعاقين.
وحاول المؤلفان تطويق المشاكل الكبرى المتصلة بالصعوبات اليومية وبالتمييز الذي يكون ضحاياها الأشخاص الذين يعانون من إعاقة، مع بيان وتبيين انتظاراتهم، وطموحاتهم لحياة كريمة تضع حدا لما أسمياه لولبية الإقصاء.
وتناولت محاور البحث موضوعات رئيسة تطرقت إلى: الأسرة، النظام التربوي، التكوين، المؤسسات الطبية – الاجتماعية، الولوجيات والنقل، الإدماج المهني، دور المجتمع المدني، والإعاقة بالمؤنث.
واعتبرت فاطمة المريني الوهابي، في تصريح لهسبريس، أن كتاب: "مغرب المعاقين بين المعاناة والطموح"، يأمل في تحسيس السلطات العمومية، ووضع معطياتٍ رهن إشارة العمال الاجتماعيين والطبيين، والباحثين، والجمعيات، ومختلف الفاعلين المهتمين، قصد تيسير تدخلاتهم الخاصة بمجال الإعاقة.
كما وجهت الطبيبة والمؤلفة دعوة إلى المسؤولين بتنفيذ التوصيات، موضحة أن "هدف إخراج هذا المؤلف هو أن يكون في توصياته ما يسعف من الفائدة لوضع استراتيجية وطنية حقيقية لإدماج المعاقين اجتماعيا ومهنيا".