دعا عدد من الباحثين المتخصّصين إلى إعادة النظر في مناهج التعليم الدّيني المعتمدة في المغرب وتحديثها، حتّى تتلاءم مع روح العصر ومع حاجيات المجتمع المغربي، كما رصدوا عددا من الإشكالات التي يعاني منها هذا الصنف من التعليم، الذي انخرَط المغرب في إعادة هيكلته و"تطهير" مضامين مقرراته من الأفكار المنغلقة.
ففيما يتعلّق بالمناهج، قالَ الباحث يونس محسن، أستاذ زائر بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس، خلال الندوة المنظمة من طرف المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، اليوم السبت، "إنَّ هناك انفصالا لمناهج التعليم الديني في المغرب عن حاجيات المجتمع؛ إذ ما زالتْ بعض العلوم الشرعية تُدرّسُ بأمثلة تقليدية تجعل الطالبَ لا يجدُ ضالّته في مضامين ما يُدرّس له، وبالتالي لا تُتيح له الانغماس الفعّال في المجتمع".
في السياق نفسه اعتبر ربيع الحمداوي، أستاذ متعاقد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، أنَّ المنهج يُعدّ من بين المشاكل الأساسية التي يعاني منها التعليم الديني بالمغرب، ورغم إشارته إلى وجود عمَل لتطوير هذه المناهج، "إلا أنّ هناك غيابا للمقاصد والغايات والأهداف؛ لذلك فإنّ السؤال الذي ينبغي طرحه هو أيّ تطويرٍ وأيّ تجديد نريد؟"، يقول المتحدث.
وعدَّ الحمداوي الأزمة التي يعاني منها التعليم الديني في المغرب نتيجةً للأزمة التي تتخبّط فيها الجامعة المغربية ككلّ، مضيفا: "ما يتعلّمه الطالبُ يظلُّ مجرّد أوراقٍ تُحفظ طيلة سنوات الدراسة، نظرا لغياب المَقصد الأساس من تدريس الموادّ، وهو ما يجعل الطالبَ حينَ يتخرّج لا يستطيع الإجابة عن أسئلة الراهن، ولا يَقْدرُ على حلّ إشكاليات الواقع".
من جهته انتقد عبد الرحمان الشعيري منظور، باحث متخصص في الشأن الديني، واقعَ التعليم الديني في المغرب، خاصّة على المستوى الجامعي، مشيرا إلى جامعة القرويين بفاس، التي قالَ إنها لعبتْ دورا بارزا في التاريخ المغربي، "تعيش اليوم أزمةَ عطاء وأزمة أداء تتجلّى في انفصام العطاء الأكاديمي عن الواقع وعدم تخريج عُلماء أكفاء".
وعزَا المتحدّث ضُعفَ أداء مؤسسات التعليم الديني العُليا إلى "الفراغ المؤسساتي وطُول مكوث عُمداء الكليّات في مناصبهم، الذي قد يمتدّ إلى عشرين سنة، وهو ما يجعل هذه المؤسسات تعاني من شيخوخة طواقمها الإدارية والتدريسية"، على حدّ تعبيره، كما انتقد وزارة الأوقاف المشرفة على تدبير هذا القطاع، قائلا إنها "مُنغلقة وغيرُ متفاعلة".
واستطردَ الشعيري أنَّ شُعبَ الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية "لا تخرّج علماء الشريعة بمفهومها التقليدي، ولا علماءً متمكّنين من العلوم الأخرى"، واصفا الرصيد المعرفي لخرّيجي هذه الشعب بـ"الهجين"، عازٍ سبب ذلك إلى افتقار منظومة التعليم الديني بالمغرب إلى غياب خيار معرفي واضح.
من جهة أخرى، تطرّق المشاركون في الندوة إلى عدد من النواقص التي يعاني منها النظام التعليمي الديني بالمغرب، في جميع مستوياته؛ حيث اعتبر محمد الحاجي الدريسي أنَّ التعليم الديني في المرحلة الابتدائية "يُعدّ مشكلا كبيرا"، وزادَ موضحا: "لا بدّ من إحداث مَسْلك خاصّ؛ لأنه لا يمكن إسنادُ مهمّة تدريس مادّة التربية الإسلامية للمتخصصين في الرياضيات والموادّ الأخرى، لكون إمكانياتهم العلمية لا تؤهلهم لذلك".
وعلى المستوى الجامعي، دعا يونس محسن إلى مراجعة نظام الإجازة ــ ماستر؛ "لأنَّ الطالبَ لا يدرس في هذين المستويين سوى المداخل"، بيْنما تساءل محمد الحاجي الدريسي عن السبب الذي يجعل خرّيجي كليّات الشريعة محرومين من ولوج سِلْك القضاء، متسائلا: "طُلاب هذه الكليات يدرسون ما يدرسه طلاب كيات الحقوق في ما يتعلق بالقانون، فلماذا يتمّ حرمانهم من سِلْك القضاء؟"
ففيما يتعلّق بالمناهج، قالَ الباحث يونس محسن، أستاذ زائر بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس، خلال الندوة المنظمة من طرف المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، اليوم السبت، "إنَّ هناك انفصالا لمناهج التعليم الديني في المغرب عن حاجيات المجتمع؛ إذ ما زالتْ بعض العلوم الشرعية تُدرّسُ بأمثلة تقليدية تجعل الطالبَ لا يجدُ ضالّته في مضامين ما يُدرّس له، وبالتالي لا تُتيح له الانغماس الفعّال في المجتمع".
في السياق نفسه اعتبر ربيع الحمداوي، أستاذ متعاقد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، أنَّ المنهج يُعدّ من بين المشاكل الأساسية التي يعاني منها التعليم الديني بالمغرب، ورغم إشارته إلى وجود عمَل لتطوير هذه المناهج، "إلا أنّ هناك غيابا للمقاصد والغايات والأهداف؛ لذلك فإنّ السؤال الذي ينبغي طرحه هو أيّ تطويرٍ وأيّ تجديد نريد؟"، يقول المتحدث.
وعدَّ الحمداوي الأزمة التي يعاني منها التعليم الديني في المغرب نتيجةً للأزمة التي تتخبّط فيها الجامعة المغربية ككلّ، مضيفا: "ما يتعلّمه الطالبُ يظلُّ مجرّد أوراقٍ تُحفظ طيلة سنوات الدراسة، نظرا لغياب المَقصد الأساس من تدريس الموادّ، وهو ما يجعل الطالبَ حينَ يتخرّج لا يستطيع الإجابة عن أسئلة الراهن، ولا يَقْدرُ على حلّ إشكاليات الواقع".
من جهته انتقد عبد الرحمان الشعيري منظور، باحث متخصص في الشأن الديني، واقعَ التعليم الديني في المغرب، خاصّة على المستوى الجامعي، مشيرا إلى جامعة القرويين بفاس، التي قالَ إنها لعبتْ دورا بارزا في التاريخ المغربي، "تعيش اليوم أزمةَ عطاء وأزمة أداء تتجلّى في انفصام العطاء الأكاديمي عن الواقع وعدم تخريج عُلماء أكفاء".
وعزَا المتحدّث ضُعفَ أداء مؤسسات التعليم الديني العُليا إلى "الفراغ المؤسساتي وطُول مكوث عُمداء الكليّات في مناصبهم، الذي قد يمتدّ إلى عشرين سنة، وهو ما يجعل هذه المؤسسات تعاني من شيخوخة طواقمها الإدارية والتدريسية"، على حدّ تعبيره، كما انتقد وزارة الأوقاف المشرفة على تدبير هذا القطاع، قائلا إنها "مُنغلقة وغيرُ متفاعلة".
واستطردَ الشعيري أنَّ شُعبَ الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية "لا تخرّج علماء الشريعة بمفهومها التقليدي، ولا علماءً متمكّنين من العلوم الأخرى"، واصفا الرصيد المعرفي لخرّيجي هذه الشعب بـ"الهجين"، عازٍ سبب ذلك إلى افتقار منظومة التعليم الديني بالمغرب إلى غياب خيار معرفي واضح.
من جهة أخرى، تطرّق المشاركون في الندوة إلى عدد من النواقص التي يعاني منها النظام التعليمي الديني بالمغرب، في جميع مستوياته؛ حيث اعتبر محمد الحاجي الدريسي أنَّ التعليم الديني في المرحلة الابتدائية "يُعدّ مشكلا كبيرا"، وزادَ موضحا: "لا بدّ من إحداث مَسْلك خاصّ؛ لأنه لا يمكن إسنادُ مهمّة تدريس مادّة التربية الإسلامية للمتخصصين في الرياضيات والموادّ الأخرى، لكون إمكانياتهم العلمية لا تؤهلهم لذلك".
وعلى المستوى الجامعي، دعا يونس محسن إلى مراجعة نظام الإجازة ــ ماستر؛ "لأنَّ الطالبَ لا يدرس في هذين المستويين سوى المداخل"، بيْنما تساءل محمد الحاجي الدريسي عن السبب الذي يجعل خرّيجي كليّات الشريعة محرومين من ولوج سِلْك القضاء، متسائلا: "طُلاب هذه الكليات يدرسون ما يدرسه طلاب كيات الحقوق في ما يتعلق بالقانون، فلماذا يتمّ حرمانهم من سِلْك القضاء؟"