من كريم رحيم وستيفن كالين
بغداد/أربيل (العراق) (رويترز) - أدت ثلاثة تفجيرات إلى مقتل 29 شخصا في بغداد يوم السبت في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة القتال بمدينة الموصل الشمالية حيث تحاول القوات الحكومية طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من آخر معقل كبير لهم في العراق.
وقالت الشرطة إن تفجيرين أحدهما انتحاري وقعا في سوق مزدحمة بحي السنك. وأفادت وكالة أعماق الإخبارية الموالية للدولة الإسلامية إن الهدف كان الشيعة.
وقالت الشرطة ومسعفون إن تفجيرا ثالثا وقع في وقت لاحق يوم السبت وتسبب في مقتل أربعة أشخاص في منطقة بغداد الجديدة بشرق البلاد حيث انفجرت حافلة محملة بالمتفجرات في شارع تجاري مزدحم.
ويواصل التنظيم المتشدد شن الهجمات في العاصمة رغم فقدانه معظم الأراضي التي سيطر عليها في شمال وغرب العراق عام 2014.
وقد تعني استعادة السيطرة على الموصل نهاية دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم لكن المتشددين سيظلون قادرين على شن هجمات كر وفر في العراق والتخطيط لهجمات في الغرب.
وانطلقت يوم الخميس المرحلة الثانية من عملية تدعمها الولايات المتحدة عقب أسابيع من الجمود وواجهت مقاومة شرسة. وأصبح من الممكن رؤية القوات الأمريكية التي تنتشر بصورة أكبر خلال هذه المرحلة بشكل أقرب إلى الخطوط الأمامية للقتال.
وشهد اليوم الثالث من هذه المرحلة اشتباكات عنيفة على جبهتي جنوب شرق وشمال الموصل.
وقال ضابط بالجيش يتمركز في جنوب شرق الموصل إن اشتباكات عنيفة اندلعت عند مشارف حي الانتصار يوم السبت وإن التقدم تباطأ بسبب نيران الأسلحة الرشاشة الثقيلة والقناصة والهجمات الصاروخية للمتشددين المتحصنين في المنازل.
وأضاف الضابط أن مقاتلي الدولة الإسلامية يطلقون النار من منازل على أسطحها رايات بيضاء في دلالة كاذبة على أنهم مدنيون وذلك لتجنب استهدافهم بواسطة القوات العراقية والغارات الجوية للتحالف.
وقال لرويترز عبر الهاتف "يزداد الأمر صعوبة كلما تقدمنا. عملية التمييز بين المنازل الزائفة والحقيقية التي يوجد بداخلها مدنيون أصبحت أكثر صعوبة لقواتنا."
* معركة الموصل
واصلت وحدة من قوات النخبة تابعة لوزارة الداخلية العراقية توغلها يوم السبت في حي الانتصار الذي واجهت وحدة تابعة للجيش دربتها الولايات المتحدة صعوبات للتقدم فيه بعدما دخلت الحي الواقع بجنوب شرق الموصل الشهر الماضي.
وقال مصور من رويترز إن دوي إطلاق نار شديد كان مسموعا وحلقت طائرات الهليكوبتر في السماء مع فرار مئات المدنيين من منازلهم.
وفي الشمال تقدمت وحدة من الجيش صوب حدود الموصل بعد أن استعادت السيطرة على عدد من القرى على مشارف المدينة خلال اليومين الماضيين.
وقال قائد عراقي عبر الهاتف في إشارة إلى حي استراتيجي في شمال المدينة إن هناك معركة في حي العرقوب الذي يعتبر بوابة حي الحدباء.
واستعادت القوات العراقية السيطرة على ربع الموصل منذ بدء العملية في 17 أكتوبر تشرين الأول وذلك في أكبر عملية برية بالمدينة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وأطاح بصدام حسين. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن التنظيم سيطرد من العراق بحلول أبريل نيسان.
وعلى الرغم من أن القوات العراقية تفوق المتشددين كثيرا في العدد فإن مقاتلي التنظيم يتحصنون جيدا وسط سكان الموصل مما يعرقل جهود القوات العراقية التي تحاول تفادي سقوط ضحايا من المدنيين. ورغم نقص الغذاء والماء فإن معظم المدنيين ظلوا في منازلهم بدلا من الفرار مثلما كان متوقعا.
وقال ساكن عبر الهاتف في وقت متأخر الليلة الماضية إن صاروخا سقط على منزل في حي الميثاق بشرق الموصل فقتل ستة من أفراد عائلة واحدة.
وأضاف لرويترز "لم نر دواعش منذ أن استأنفت القوات العراقية هجومها. سمعنا أصوات انفجارات كبيرة بسيارات ملغومة. واليوم سمعت دوي ما لا يقل عن عشرة انفجارات ضخمة."
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)