في الوقت الذي دعا مجلس الأمن كلا من المغرب والبوليساريو إلى العودة إلى المفاوضات بدون شروط مسبقة وبحسن نية، والأخذ بعين الاعتبار الجهود التي بذلت منذ 2006، نبه محمد اليازغي، القيادي السابق في الاتحاد الاشتراكي، والوزير السابق، إلى أن هذه المفاوضات لن تأتي بجديد.
وقال اليازغي، الذي حل ضيفا اليوم الاثنين على مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، حول قضية الصحراء، إن "الدعوة إلى المفاوضات بدون شروط ستنتهي إلى الطريق المسدود"، رابطا ذلك بكون "مجلس الأمن يطلب من المغرب التخلي عن مقترحه في منح الحكم الذاتي لأقاليمه الجنوبية".
وجوابا على سؤال حول ما إذا كانت قضية الصحراء دخلت في مأزق، قال القيادي الاشتراكي: "فعلا دخلت القضية في مأزق منذ 15 سنة، منذ دخول المينورسو عبر الشق السياسي، وتنظيم الاستفتاء لتقرير المصير في الصحراء، إذ نوقش من سيصوت بين البوليساريو والمغرب".
وحول موقف حزب الاتحاد الاشتراكي في ثمانينيات القرن الماضي من تقرير المصير، قال اليازغي: "لم نكن ضد تقرير المصير، بل ربطنا ذلك بضرورة استفتاء الشعب المغربي حول قبوله أو لا"، مبرزا أن "الجزائر استغلت هذا الأمر للدعوة إلى استفتاء خارج المغرب".
اليازغي أكد أن المغرب عندما طُرحت عليه مسألة الأطراف في الصراع أعلن قبوله بالبوليساريو، مشددا على أن "الظرف تغير لأن البوليساريو اليوم هي الحزب الستاليني الوحيد في العالم، بالإضافة إلى كوريا الشمالية، وهي حزب مغلق تحت تصرف الجزائر".
"ادعاءات تمثيل الصحراويين غير صحيحة، لأن أغلب الصحراويين يوجدون في الأقاليم الجنوبية للمملكة"، يقول المتحدث، مطالبا بضرورة إحصاء ساكنة تندوف، وهو ما سيؤكد عدد المتواجدين في الحمادة، ما ترفضه السلطات الجزائرية.
وأوضح اليازغي أن "هذا هو المأزق الذي دخلت فيه الأمم المتحدة، إذ تم الدخول في مسطرة أخرى لإيجاد حل سياسي متوافق عليه بين الطرفين، بحضور موريتانيا والجزائر"، مذكرا بأنه "تم اقتراح حكم ذاتي شبيه بما قدمه المغرب عن طريق المبعوث السابق جيمس بيكر، وتم الضغط عليه من طرف الجزائر لإخراج موقف آخر رفضه المغرب لكونه يشجع على الانفصال".