لا يخفى على أحد من السياح المغاربة والأجانب الذين يتوافدون بالمئات والألوف سنويا وخلال شهر مارس خاصة سحر طبيعة مضايق تودغى وشمسها وجمالها الباهر ، فجبالها الشامخة يمينا وشمالا تجعلك تنبهر وأنت تتمعن في علو قممها وصورتها الخلابة ، ناهيك عن منابعها المقدسة حكاياتها لارتباطها بشيوخ وعلماء الدين والتاريخ من قبيل (العلامة والشيخ سيدي محمد بن عبد الله / أوعبد الله ) ، المسماة إحدى المنابع الرئيسية وسط مدار المضيق والنابعة من الصخر باسمه ” تغرشت ن سيدي محمد أوعبد الله ” أو عصى سيدي محمد بن عبد الله – الشبيهة روايتها بقصة عصى النبي موسى عليه السلام السحرية – التي نبع الماء منها وفاض بعد إشارة الشيخ بعصاه نحو الصخرة حسب الرواية التاريخية.
وتعد مضايق تودغى منذ الأزل والقدم ( تاريخيا ) موقعا استراتيجيا إبان المرحلة الاستعمارية ، كمنطقة مفصلية مهمة تربط بين قبائل أيت يافلمان ( أيت مرغاد ؛ أيت حديدو ؛ أيت ازدي … ) في اتجاه أسول واملشيل عبر تمتتوشت وأيت هاني بالأطلس الكبير الشرقي ، وقبائل تودغى وأيت عطا بالمنخفض والمنبسطات ، كما كانت تلعب دور الوسيط التجاري بين القوافل التي تعبر المدار منذ مراحل ما قبل العملة ( المقايضة ) ، حيث يتم استبدال التمور والملح بالحبوب بين الشركاء التجاريين بكل من تنغير وأغبالا ؛ ملوية ؛ تيزي ن اسلي … ، التي لا يزال لها أثر إلى حدود اليوم ، دون نسيان مجموعة من الأفلام السينمائية العالمية التي صورت في عمق هذه الأهرامات ، والمشاهد الاستيتيكية الغريبة الملتقطة بها …
لهذا وبناء على ما سبق ، ارتأينا بهاجس واسع من الغيرة كأبناء هذه الواحة الجميلة بمضايقها الساحرة وتلالها الغنية ، كما هندامها وطعمها وفاكهتها المتنوعة وضيافة وسخاء أهلها ، أن ندد بعد أسف شديد وبلغة قلم يدمع ويقاوم وبكلمة تحتضر ثم تصيح ، كي نقول انه كل ما نملك ( تلك المضايق روح نفخ فيها كي نعيش ونحي ) ! فهل من اله أو وزير ينقذها و يحميها ؟ وما ذنب كل عاشق لها محروم من زيارتها بعد غضب الطبيعة وتعنت كل مسؤول على مد مفتاحها … ؟ هكذا حكت لي واحتي الأم ” تودغى” متحسرة غاضبة عن حال بنينها ” المضايق ” ، فلكم حسرتها وغضبها وألمها قبل العصيان رسالة يا وزيري السياحة والتجهيز .
رجب ماشيشي – تنغير